شروط نتنياهو الـ4 لإفشال "مفاوضات الأربعاء"

في شهر مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحاً للتهدئة في غزة من 3 مراحل:

• المرحلة الأولى: مؤقتة يتم فيها تبادل عدد من الأسرى ووقف القتال لعدة أسابيع ورفع كمية المساعدات إلى غزة، والسماح بعودة النازحين للشمال.
• المرحلة الثانية: تشمل تبادل الجنود والمدنيين الإسرائيليين في قبضة حماس وإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ويتم التفاوض على حيثيات تلك المرحلة في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى.
• المرحلة الثالثة: تشمل تبادل الجثث والبدء بإعادة الإعمار.

حماس ردت على ذلك المقترح في شهر يونيو وطلبت ضمانات بأن تلتزم إسرائيل بإيقاف الحرب وألا تقوم بالتلاعب والعودة للقتال بعد انقضاء المرحلة الأولى التي تمتد لـ6 أسابيع.

وطلبت حماس أيضاً انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من محور فيلادلفيا وممر نتساريم والالتزام بعودة جميع النازحين للشمال دون إقامة حواجز تفتيش وفحص أمني واعتقال المعروفة باسم "الحلّابات".

إسرائيل رفضت تعديلات حماس، وأصرّ نتنياهو، وقتها، على عدم الانسحاب من غزة أو إنهاء الحرب، بينما تنازلت حماس عن مطالبها الأساسية في ردها الأخير المحدث الأسبوع الماضي لتحريك المياه الراكدة.

بحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن رد حماس قلّص الفجوة بين الطرفين بشكل كبير للغاية، حيث تنازلت حماس عن شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع خلال المرحلة الأولى.

وتنازلت أيضاً عن شرط الانسحاب من محور فيلادلفيا بين غزة ومصر في المرحلة الأولى، ولكنها اشترطت انسحاب إسرائيل من معبر رفح الذي تم تدميره، وقبلت الحركة أن يتم الانسحاب من المعبر بالتوافق بين إسرائيل ومصر حول من سيدير المنفذ البري الحدودي.

وتخلت حماس أيضاً عن شرط توفير ضمانات مبكرة من المرحلة الأولى بإنهاء الحرب بشكل كامل، وعوضاً عن ذلك طلبت تغيير نص الاتفاق لتكون مفاوضات المرحلة الثانية مقتصرة على أعداد الجنود والأسرى الذين سيتم تبادلهم دون التطرق لمسائل نزع السلاح أو حل جناح حماس المسلح.

المنظومة الأمنية الإسرائيلية اعتبرت رد حماس أمرا إيجابياً، لكنهم أبدوا قلقهم بشكل واضح من أن نتنياهو عازم على إفساد المحادثات مرةً أخرى.

ففي نفس اليوم الذي تسلمت فيه إسرائيل رد حماس وقبل إعلانها عن تسلم الرد، سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريح مفاجئ على لسان "مصدر أمني" يعلن فيه رفض موقف حماس في مفاوضات التهدئة والقول بأن حماس مصممة على وضع شرط يقيد إسرائيل من مواصلة القتال بعد المرحلة الأولى.

القناة 12 كشفت أن مكتب رئاسة الوزراء لا يوجد فيه أي مصدر أمني، ما يعني أن الرفض جاء من نتنياهو شخصياً، وتضيف أن ذلك الرد فاجأ جميع الأطراف المنخرطة في المفاوضات.

ولتأكيد نواياه السلبية، اتبع نتنياهو ذلك التصريح بفرض شروطه الأربعة التعجيزية التي تضمن استحالة التوصل لأي اتفاق.

صحيفة هآرتس نقلت عن مصدر قيادي في أحد فصائل غزة قوله إن "نتنياهو يدعم مفاوضات بلا نهاية لكسب الوقت، وأولئك الذين يتوقعون انفراجة يعيشون في وهم". وجاء ذلك بعد أن قام نتنياهو بدون أي تنسيق مع المنظومة الأمنية بإعلان شروطه الأربعة الجديدة في اللحظات الأخيرة لإفساد جولة المفاوضات المتوقع انطلاقها الأربعاء 10 يوليو.

1. الشرط الأول: وهو الأبرز والذي يضمن استحالة توصل الطرفين لأي تفاهم، حيث أن نتنياهو أعلن تصميمه على أن الهدنة ستكون مؤقتة من أجل إخراج بعض الأسرى ومن ثم العودة للحرب على غزة مجدداً بلا نهاية تحت ذريعة السعي للقضاء على حماس بالكامل.
2. الشرط الثاني: استمرار سيطرة إسرائيل على كامل حدود غزة تحت ذريعة "عدم السماح بتهريب السلاح من مصر لغزة".
3. الشرط الثالث: "عدم السماح لآلاف المسلحين العودة إلى شمال القطاع" وهو ما يعني أن إسرائيل ستستمر في السيطرة على ممر نتساريم ونصب حواجز أمنية وتقييد عدد النازحين المسموح لهم العودة وإخضاعهم للتفتيش والتحقيق واعتقال أي شخص يشتبه في كونه على صلة بحماس.
4. الشرط الرابع: أن تعمل إسرائيل "على زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين سيتم إعادتهم من أسر حماس إلى الحد الأقصى"، وهو ما يخالف الاتفاق السابق الذي حدد إعادة نحو 33 أسير في المرحلة الأولى كحد أقصى.

وكالة أسوشيتدبرس كشفت في تقرير عن رسائل مسربة من قادة عسكريين تابعين لحماس في غزة تحدثوا عن الوضع الصعب ميدانياً. صحيفة معاريف قالت إن هذا التقرير يثبت لأنصار نتنياهو أنه كان محقاً.

ولكن في الوقت نفسه، حماس تنفي ذلك تماماً، حيث قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة ليلة الأحد 7 يوليو، إن حماس استطاعت تجنيد آلاف المقاتلين الجدد من الإسناد وإشراكهم في القتال.

مصدر أمني إسرائيلي أخبر صحيفة معاريف أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا "لأنه في اللحظة التي سيتم التوصل فيها لاتفاق، ستنهار حكومة نتنياهو على الفور". فوزيرا المالية والأمن الوطني بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير هددا بالانسحاب من التحالف الحاكم في حال وافق نتنياهو على إيقاف الحرب.

وخلال اجتماع حزب "الصهيونية الدينية" يوم الإثنين، 8 يوليو، رفع سموتريش صورة يحيى السنوار قائد حماس في غزة وهو يرفع شارة النصر وقال إنه إذا وافقت إسرائيل على الاتفاق فستكون تلك الصورة أول ما سيخرج من قطاع غزة، في إشارة إلى انتصار حماس.

رد نتنياهو على هذا التهديد لم يتأخر كثيرا، إذ كشف مقربون من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء 9 يوليو، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق سرا على ضمه إلى المجلس الأمني المصغر لإدارة شؤون الحرب.