"تهور نتنياهو" يحرج بايدن الغاضب

يرفض نتنياهو ادعاءات الرئيس الأميركي جو بايدن بعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة عبر قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في أحدث خلاف بين الحليفين منذ بدء الحرب في غزة قبل 10 أشهر.

وفي ما وصفه مسؤول أميركي بأنه "محادثة ساخنة" يوم الخميس، نفى نتنياهو أن تكون إسرائيل عقبة أمام اتفاق وقف إطلاق النار، ورفض ادعاء بايدن بأن مقتل هنية على الأراضي الإيرانية يمكن أن يخرب الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتحرير الرهائن، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن بايدن قال لنتنياهو خلال المكالمة "توقف عن الهراء" (stop bullshitting me).

أكد بايدن أن توقيت اغتيال هنية كان سيئاً، وأنه جاء مباشرة فيما كان الأميركيون يأملون في الوصول لاتفاق بين الطرفين.

لم ينف نتنياهو أن قتل هنية أثر عمليا على المفاوضات، إذ أقر أن ذلك من شأنه أن يعطل التقدم في المحادثات لبضعة أيام، لكنه يرى أنه في ذات الوقت سيسرع في نهاية المطاف من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق من خلال ممارسة المزيد من الضغوط على حماس، بحسب ما كشف مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة.

بنبرة عالية، قال بايدن لنتنياهو "أريد اتفاقا خلال أسبوع أو اثنين"، بحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، السبت.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن بايدن اشتكى لنتنياهو من أن الاثنين تحدثا في الأسبوع الماضي حول صفقة الرهائن، لكن بدلا من ذلك مضى نتنياهو قدما في عملية الاغتيال في طهران.

وقال المسؤول الأميركي إن بايدن أخبر نتنياهو بعد ذلك أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل على صد هجوم إيراني محتمل، لكنه لا يرغب بمشاهدة المزيد من التصعيد من الجانب الإسرائيلي ويتوقع التحرك الفوري نحو لصالح توقيع اتفاق مع حماس.

وأضاف المسؤول الأميركي أن بايدن حذر نتنياهو أيضًا من أنه إذا صعد مرة أخرى، فلا ينبغي له الاعتماد على الولايات المتحدة لإنقاذه.

لا ينظر القادة الأميركيون والإسرائيليون إلى الصراع بنفس الطريقة، وفق صحيفة فورين بوليسي.

فبالنسبة للإسرائيليين، الحرب مع حماس "أمر وجودي"، ونتيجة لذلك أصبحت الحكومة الإسرائيلية على استعداد للمجازفة كثيرا من أجل إنهاء الحرب لصالحها.

أما أميركا فتعتقد أن "القتال حتى النهاية" سوف يضر أكثر مما ينفع، ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين، ويؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة، ويعرض أهداف الولايات المتحدة مثل الاستقرار الإقليمي للخطر.

وبالتالي فإنهم يفضلون متابعة الحلول الدبلوماسية التي تهدف إلى وقف التصعيد، على الرغم من دوافع الطرفين المتحاربين تشير إلى العكس.

وتشير الصحيفة غلى أن عدم التوافق بين "تصورات التهديد" لدى البلدين يسلط الضوء على التوتر في العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

يريد الإسرائيليون أقصى درجة من القدرة على المناورة لتحقيق أهدافهم العسكرية بضمانات أن أميركا ستدعمهم إذا واجهوا مشكلة، وتحديدا في ما يتعلق بهجوم إيراني. والحماية التي تريدها إسرائيل تكمن في القدرات الفريدة للسفن البحرية الأميركية في البحر الأبيض المتوسط ​​والتي من شأنها أن تكمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الكافي جزئيًا فقط.

يقلق بايدن من أن تنفيذ عملية قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع كان يحاول تجنبها.

وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على قتل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.

وسُئل الرئيس الأميركي جو بايدن، في منزله في ولاية ديلاوير، من جانب صحافيين عما إذا كان يعتقد أن إيران ستتراجع فقال "آمل في ذلك. لا أعرف".

وأدت الحرب في غزة إلى فتح جبهات ضد إسرائيل من حزب الله والحوثيين اليمنيين الذين يشكلون، مع حماس وفصائل عراقية تحالفا ضد إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة.