مصدر يكشف لبلينكس "المختلف عليه" في مفاوضات الهدنة

إحدى أبرز المشكلات العالقة بين الطرفين التي جرى فيها تقريب وجهات النظر بشكل كبير، هي هوية وأعداد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في الصفقة.

مصدر مطلع أبلغ بلينكس، أن حماس تعهدت بالإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا حيا في المرحلة الأولى، وكبادرة حسن نية، وعدت بالإفراج عن الأسيرتين المصابتين بعد إطلاق أحد عناصر القسام النار عليهما.

في المقابل، طرحت حماس قائمة بأسماء 300 من المعتقلين الفلسطينيين أصحاب المحكوميات العالية التي تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم، مثل من حكم عليه بالسجن مدى الحياة أو حتى عدة أحكام مؤبدة.

أما إسرائيل فطالبت بحق الفيتو ضد 100 شخصية من تلك القائمة، واشترطت أن يكون المفرج عنهم من المحكوم عليهم بالسجن 20 عاما أو أقل.

المقترح الأميركي حاول تقليص الفجوة من 100 اسم لـ65 اسما، تعارض إسرائيل الإفراج عنهم بشكل قطعي من أصحاب الأحكام المغلظة.

وأضاف المصدر أن إسرائيل ترفض تماما الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات، في حين يصمم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، على إطلاق سراحهما ضمن الصفقة.

مع ذلك، يقول المصدر إن الطرفين اقتربا كثيرا من إغلاق الفجوة بخصوص أعداد الأسرى، في ظل الضغط الأميركي لإنجاز الصفقة في أسرع وقت ممكن.

مقترح الصفقة الجديد يتبنى صيغة أكثر إبهاما حول مستقبل الحرب وفرص إنهائها، إذ يتيح لإسرائيل استئناف الحرب على غزة مرةً أخرى بعد مدة 41 يوما من التهدئة.

يضيف المصدر أن نتنياهو وعد الكثيرين باستمرار الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى، وأنه يبدي تعنتا شديدا في مسألة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، خاصة محور فيلادلفيا الذي يصر على بقائه تحت سيطرة الجيش، بالإضافة إلى معبر نتساريم.

حماس ما زالت تطالب بإخلاء إسرائيل لمعبر رفح ومحور فيلادلفيا بين غزة ومصر، وتعي جيدا أن شرط نتنياهو تفتيش النازحين العائدين للشمال، يعني بقاء الجيش الإسرائيلي داخل قلب غزة لأجل غير مسمى، تحت بند "منع مسلحي حماس من العودة للشمال"، وبالتالي الاستمرار في تقسيم القطاع لنصفين.

إسرائيل احتلت معبر رفح في مايو الماضي، وأغلقته وأحرقت منشآته، وما زالت تسيطر على المعبر منذ ذلك الحين، بينما حماس تطالب بالانسحاب الإسرائيلي من المعبر في المرحلة الأولى من الاتفاق.

إسرائيل ترفض تسليم المعبر للسلطة الفلسطينية، واقترحت أن تديره شركات أمنية خاصة أميركية أو قوات خارجية، تحت إشراف إسرائيلي.

يقول المصدر المطلع إن مصر ستستضيف لقاءً بين حماس والسلطة الفلسطينية، بقيادة فتح، هذا الأسبوع، لنقاش تمكين السلطة من السيطرة على المعبر.

ويضيف المصدر أنه من المحتمل أن تقبل إسرائيل بعودة السلطة لإدارة المعبر، وقد يكون ذلك تحت إشراف إسرائيل، بينما لا تزال تل أبيب ترفض تماما أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة في حال انتهاء الحرب.

فيما يصر الجانب الإسرائيلي على أن تدير شؤون غزة المدنية مجموعة محلية من الشخصيات غير المحسوبة على فتح أو حماس.

الإذاعة الإسرائيلية تقول إن واشنطن تطالب الحكومة المصرية بنشر قوات عسكرية في غزة بعد انتهاء الحرب لحفظ الهدوء والأمن. ونقلت عن مسؤول مصري قوله "إن القاهرة ترفض حاليا مناقشة إمكانية إرسال قوات عسكرية إلى غزة، وتطالب أولا بالتوصل لوقف لإطلاق النار والتزام إسرائيل بحل القضية الفلسطينية. هذا هو الأساس لبدء مناقشة القضية بالتفصيل".

وبالفعل، قال المصدر المطلع إن مصر ترفض بشكل قاطع إرسال قوات عسكرية لغزة بعد انتهاء الحرب، بينما تحاول إسرائيل إقناع العديد من الدول لقبول هذا الدور.

في ختام جولة تفاوض يوم الخميس الماضي في الدوحة، حول المبادرة الأميركية المحدثة، أصدرت واشنطن بيانا أشاد بإيجابية الاجتماع والتقدم نحو تحقيق الصفقة.

لكن حماس في الوقت نفسه نفت أي إيجابية في الأمر، وقالت إن عرض أميركا الجديد انحاز بشكل واضح لإسرائيل، ولبى رغبات نتنياهو وشروطه غير المنطقية.

يفيد المصدر المطلع بأن أميركا تصر على إصدار تلك البيانات الإيجابية، حتى وإن كان المحتوى سوداويا وكانت فرص تحقيق الصفقة مستبعدة.

وأضاف أن تلك استراتيجية أميركية للضغط على نتنياهو، عبر تحريك الرأي العام الإسرائيلي ضده، بالإعلان عن وجود فرصة قريبة جدا لتحقيق الصفقة، وبالتالي تشكيل ضغط على رئيس الوزراء لإبداء ليونة أكثر في المفاوضات.

نتنياهو اعترض للأميركيين على تلك اللغة، وطالب بأن تلوم الولايات المتحدة حماس، وتكثف الضغط عليها للقبول بمطالبه.

مصدر مطلع مقرب من حماس، أخبر بلينكس، أن أحد أسرار فشل جولات المفاوضات هو أوفير فلاك، مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أرسله لتلك الاجتماعات مع الوفد الإسرائيلي، ليكون رقيبا على رئيس الموساد ديفيد بارنياع، ويكبل يديه وباقي الوفد، وفقا لما يأمر به نتنياهو.

موقع "تايمز أوف إسرائيل" أكد أن نتنياهو لا يثق برؤساء وكالاته الاستخباراتية والمنظومة الأمنية، ويخشى أن يقوموا بتسريبات للصحافة الإسرائيلية تظهر رفضه للصفقة، ولذلك يوفد فلاك ليكون عينه وأذنه، ولكي يبقي أعضاء الوفد تحت السيطرة.

المصدر الآخر، قال إن قطر ومصر منعتا فلاك من حضور بعض محادثات ومفاوضات التهدئة، بناءً على طلب أميركي.