قصة الزلاجات الزهرية.. كيف تحولت نزهة تالا لمأساة في غزة؟

يوم الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر، كان حسام صلاح أبو عجوة، مترددا أمام إلحاح ابنته الصغيرة، التي ودت أن تخرج للعب في الحي، وملاقاة الصديقات، يذكر الأب أن ابنته كانت تتوسل له، ما جعله يتأثر ويرضخ أخيرا لطلبها.

ولكن بعد دقيقتين من خروج الطفلة، ساد الأجواء ضجيج ضربة إسرائيلية جديدة، وانفجار، ما أثار فزع الأب فهرع للخارج كي يبحث عن ابنته.

وقال الأب الذي لا تزال ملامح الصدمة بادية على وجهه: "عندما وصلت إلى الشقة التي تعرضت للقصف وجدتها بين الركام. تعرفت عليها من الزلاجات، الشيء الوحيد منها الذي كان يظهر من بين الركام".

خلال فترة وجيزة، أصبحت "تالا" حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تداول مستخدمون على نطاق واسع صور تُظهر جثمانها الصغير المغطى بالكفن الأبيض، بينما يظهر منها حذاء التزلج الزهري.

والدا تالا وإخوتها ما يزالون في حالة صدمة، إلا أن والد الفتاة، يحاول تذكر تفاصيل عن ابنته، فيؤكد أنها لم تكن تحب البقاء في المنزل، فكانت مرحة وتحب الضحك وتحب الخروج، و"كان لديها الكثير من الأحلام".

يضيف: "كانت تطلب مني دائما الكثير من الأشياء، وكنت أحضرها لها. قالت لي إنها تريد زلاجات واشتريتها لها".

وتروى أن الأم أن تالا كان لديها أسئلة حول الحرب، وآمال، إلا أن أحدا لم يجيب على تساؤلات الطفلة.

فقالت الأم: "قالت لي: لماذا لا نعيش مثل كل أطفال العالم؟ أريد أن نعيش حياة هادئة. لا نريد الحروب يا أمي. لقد اكتفيت من الحروب، أريد أن أتعلم مثل جميع الأطفال، لقد كانت طالبة متفوقة".

بالنسبة للأمم، ماتت تالا، دون أن تحقق رغبتها ودون أن تعود لمدرستها، فتقول الأم: "ما ذنب هذه الطفلة؟ كان تريد الذهاب إلى المدرسة وألا تضع في حقيبتها ثياب النزوح بل الكتب".