بينما ينتظر أهل الشمال رحيل الدبابات الإسرائيلية من نتساريم، حاول أهل الجنوب العودة إلى دُورهم، لكنهم لم يجدوا شيئا، فأنقاض المنازل في كل مكان، لينتهي بهم الأمر مرة أخرى في الخيام التي لم تحصّنهم من لهيب القذائف ولا برد الشتاء.
وقالت الفلسطينية ولاء العر، لرويترز: "ننظف البيت، ونرجع نشيل الردم علشان نرجع للبيت، هاي المخدات، مافيش شيء فاضل بالبيت"، مشيرة إلى المتاع المدمر في منزلها الذي تعرّض للقصف في النصيرات، وهو مخيم للاجئين عمره عقود في وسط غزة.
وأضافت أن الشعور بالعودة إلى حيها "لا يُوصف". وأوضحت أنها بقيت مستيقظة طوال الليل يوم السبت، في انتظار سريان اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم التالي، لكن التفاؤل المحيط به تضاءل.
وعبّرت عن حزنها قائلة "لما أنا فت على المخيم، عينيا دمعت، لأن مخيمنا مش هيك، كان الأفضل. إحنا طلعنا والأبراج واقفة والدور واقفة.. جيران كتير مستشهدين".
وفي مدينة غزة بشمال القطاع، انتظرت عبلة، وهي أم لثلاثة أطفال، بضع ساعات، للتأكد من سريان الاتفاق، قبل أن تتوجه إلى منزلها في حي تل الهوى الذي دمّره القصف الإسرائيلي والهجمات البرية.
وقالت إن المشهد "مروع"، إذ دُمِّر المبنى المكون من سبعة طوابق بالكامل، "اتدمّر مثل البسكوت".
وأضافت لرويترز عبر تطبيق للتراسل: "سمعت أن المنطقة تضررت بشدة، وقد يكون المنزل اختفى، لكنني كنت مدفوعة بالشك، وآمل أنه كان من الممكن إنقاذه".
وأردفت قائلة: "ما وجدته لم يكن مجرد منزل، إنه صندوق ذكريات، حيث أنجبت أطفالي واحتفلت بحفلات أعياد ميلادهم وصنعت لهم الطعام وعلّمتهم كلماتهم وحركاتهم الأولى".
ونصب البعض خياما بجوار أنقاض منازلهم أو انتقلوا إلى منازل محطمة، متسائلين متى ستبدأ إعادة الإعمار.