هل تخطط إسرائيل لـ"احتلال" غزة؟
يدرس القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون خططا لحملة برية جديدة قد تشمل "احتلالا" عسكريا كاملا لقطاع غزة لعدة أشهر أو أكثر.. هذا ما كشفت عنه، مساء الأحد، صحيفة
واشنطن بوست في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، أن الفرقة 36 بدأت استعداداتها لتنفيذ أنشطة عسكرية في القيادة الجنوبية بعد أن أنهت في الأشهر الأخيرة مناورة برية في لبنان.
حاصر الجيش الإسرائيلي، الأحد، حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعد أن أنذر سكانه بالإخلاء، عقب أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة مع حركة حماس.
وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة إنسانية كارثية.
إسرائيل تسهل مغادرة "طوعية" لفلسطينيي غزة
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعا"، في قرار نددت به منظمة إسرائيلية غير حكومية مناهضة للاستيطان.
وأكدت الوزارة أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على خطتها لإنشاء إدارة مخصصة "للمغادرة الطوعية لسكان غزة إلى دولة أخرى".
وقالت في بيان إن هذه الإدارة ستعمل بإشراف وزارة الدفاع لكنها قد "تتعاون مع منظمات دولية" من أجل "ضمان المرور الآمن" للغزيين إلى هذه البلدان الأخرى، من دون أن تسميها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الاقتراح يتماشى مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إنه يريد أن يغادر الفلسطينيون طوعا قطاع غزة.
خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع، سيناقش وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر خطة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة مع كبار المسؤولين الأميركيين، وفقا لمسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة
تايمز أوف إسرائيل.
ونقلت صحيفة
واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على خطط إسرائيل أن "الاحتلال الشامل" لغزة سيتطلب ما يصل إلى 5 فرق عسكرية.
الجمعة، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة بضمّ أجزاء من قطاع غزة ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين.
وطالب البابا فرنسيس الأحد بالوقف "الفوري" للقصف الإسرائيلي على غزة واستئناف الحوار وصولا إلى الإفراج عن "جميع الرهائن" وإلى "وقف نهائي لإطلاق النار".
وستزور مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إسرائيل ولضفة الغربية المحتلة الإثنين للحث على الاستئناف الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حسبما أفاد مكتبها.
نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين ومصادر مطلعة أنه من المرجح أن تشمل التكتيكات الجديدة والأكثر عدوانية السيطرة العسكرية المباشرة على المساعدات الإنسانية، واستهداف المزيد من القيادة المدنية لحماس، وإجلاء النساء والأطفال و"غير المقاتلين" الذين تم التحقق منهم من الأحياء إلى "مناطق إنسانية"، وفرض حصار على من تبقى هنا،وهو نهج أكثر شدة من التكتيك الذي تم استخدامه العام الماضي في شمال غزة، بحسب وصف الصحيفة.
عدد قتلى غزة يتجاوز 50 ألفا
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، أن عدد القتلى منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، تجاوز 50 ألفا.
وذكرت في بيان أن عدد القتلى وصل إلى 50021 قتيلا بينما بلغ عدد المصابين 113 ألفا و274 مصابا.
تطويق تل السلطان.. ما الهدف؟
قال الجيش في بيان إنه "في الساعات الأخيرة، أكملت القوات الإسرائيلية تطويق حي تل السلطان في رفح"، مضيفا أن "الهدف" هو "تفكيك البنية التحتية" لمسلحي حماس والقضاء عليهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان تل السلطان بالإخلاء الفوري باعتباره منطقة قتال خطيرة.
وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مسيرة، وفق ما أكد مراسل وكالة فرانس برس في غزة.
وأفادت بلدية رفح بنزوح آلاف العائلات من حي تل السلطان غربي المدينة تحت وطأة القصف الإسرائيلي الكثيف.
وأوضحت البلدية، في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك، أنها تتابع بـ"قلق بالغ الوضع الإنساني المتدهور، حيث ترد مناشدات متكررة من المواطنين المحاصرين داخل منازلهم، في ظل استمرار القصف ومنع الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إلى الجرحى لإجلائهم وتقديم الإسعافات العاجلة لهم".
"جئت لأخذ الأرز للأولاد لكن لا يوجد أرز"
في الثاني من مارس، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كما قطعت الكهرباء ما أدى إلى توقف عمل محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع وبالتالي فاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.
في خانيونس جنوب القطاع، اصطف فلسطينيون للحصول على بعض الطعام من مطبخ خيري.
وجاءت إيمان البردويل (19 عاما) كغيرها للحصول على الطعام، ووصفت "المعاناة" التي تشاهدها للحصول على "الطعام والشراب".
وقالت "نحن في رمضان والناس مضطرة للقدوم" إلى هنا.
وقدم سعيد أبو الجديان الذي فر من منزله من شمال القطاع أيضا ليحاول الحصول على بعض الأرز، موضحا "جئت لأخذ الأرز للأولاد لكن لا يوجد أرز".
وأضاف "المعابر مغلقة. ولم أحصل على راتبي منذ بدء الحرب. هذا إجرام. لا يوجد طعام في قطاع غزة. نحن سندخل في مجاعة كبيرة".
خرقت إسرائيل الهدنة واستأنفت قصفها المكثف لغزة الثلاثاء، مشيرة إلى جمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في التهدئة بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من الشهر.
ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال هجوم حماس محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.
ونعت حركة حماس في بيان عضو مكتبها السياسي صلاح البردويل (65 عاما) الذي قضى مع زوجته في "خيمته في منطقة المواصي غرب خان يونس".
والبردويل ثالث عضو في المكتب السياسي لحماس يقتل في غارات إسرائيلية منذ الأسبوع الماضي.