"نووي فضائي".. حرب باردة جديدة بين روسيا وأميركا

قد يبدو للوهلة الأولى أن روسيا تسعى لدعم قوتها المتواجدة على الأرض بنشر سلاح نووي في الفضاء يمكنها من خلاله استهداف أي مكان على الأرض بسهولة.

لكن مسؤولا أميركيا أكّد لموقع قناة إيه بي سي أن الهدف لن يكون إسقاط سلاح نووي على الأرض، بل استخدامه ضد الأقمار الاصطناعية، واصفا هذا بـ"الأمر المقلق والحساس للغاية".

وحتى الآن لم يتم مناقشة حلول بشكل مباشر أو تقديم اقتراحات، في الوقت الذي سارع العديد من أعضاء الكونغرس إلى وصف القضية بأنها خطيرة، رغم محاولات عدم إثارة القلق العام.

وخرج رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، للصحافيين في مبنى الكابيتول، الأربعاء 14 فبراير، ليقول: "نعمل معا لمعالجة هذه المسألة، كما نفعل في جميع المسائل الحساسة المصنفة".

يبدو أن روسيا تنظر لهدف بعيد من نشر أسلحة نووية مضادة للأقمار الاصطناعية، حسب ما يقول مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانز كريستنسن.

يقول كريستنسن لشبكة سي إن إن الأميركية: "بينما يقلل أعضاء الكونجرس من خطورة التهديد، فإن وضع سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية في مدار حول الأرض سيشكل خطرًا كبيرًا على أقمار القيادة والسيطرة النووية الأمريكية".

وتعتمد الولايات المتحدة على مثل هذه الأقمار لضمان السيطرة المستمرة على ترسانتها النووية، المنتشرة حول العديد من الولايات، بحسب ما أكدت الشبكة الأميركية.

وأضاف كريستنسن أن دولاً أخرى اختبرت أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية في الماضي، لكن نشر سلاح نووي بالفعل سيكون بمثابة تصعيد جديد من نوعه.

متوقعا أن تكون الولايات المتحدة أوضحت أنها سترد بقوة على أي هجوم يستهدف أقمارها الاصطناعية للقيادة والسيطرة النووية.

تكمن خطورة الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، سواء كانت نووية أم لا، في قدرتها على تدمير الاتصالات المدنية والمراقبة من الفضاء وعمليات القيادة والسيطرة العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وقال مسؤول سابق رفض ذكر اسمه للصحيفة الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تملك في الوقت الحالي القدرة على مواجهة مثل هذا السلاح والدفاع عن أقمارها الاصطناعية.

وعلق المسؤولون للصحيفة إن المعلومات الاستخباراتية الجديدة، تثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت روسيا تستعد للتخلي عن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تحظر جميع الأسلحة النووية المدارية، لكن بما أن روسيا لا تبدو قريبة من نشر هذا السلاح، على حد قولهم، فإن هذا "لا يعتبر تهديدا عاجلا".

لم تتوقف المشاكل داخل قاعات الكونغرس عند هذا الحد، إذ كشفت سي إن إن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، كان مندهشا يوم الأربعاء من خروج تيرنر والإفصاح عن معلومات بهذه الخطورة علنا.

وقال سوليفان: "حددنا موعدا لعقد جلسة إحاطة لأعضاء مجلس النواب، لذلك أنا مندهش بعض الشيء فقد كان من المفترض أن نجتمع جنبا إلى جنب مع متخصصي الاستخبارات والدفاع، قبل الإدلاء بأي تصريحات".

لكن ما حدث، كان مفاجئا، عندما خرج رئيس لجنة الاستخبارات ، مايكل تورنر، ليثير قلق العالم، مطالبا برفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد.

في مواجهة تورنر، قال الزعماء الجمهوريون والديمقراطيون في اللجنة، في بيان مشترك، إنه "سيكون من الصعب رفع السرية عن تلك المعلومات دون الكشف عن مصادر وأساليب حساسة".

لم تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام هذا الإعلان الأميركي، حيث نقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله: "من الواضح أن البيت الأبيض يحاول، عن طريق الخطأ أو عن طريق الاحتيال، تشجيع الكونغرس على التصويت على مشروع قانون لتخصيص الأموال لأوكرانيا، وهذا واضح".

من جانبه وصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، التقارير المتعلقة بنشر أسلحة نووية روسية في الفضاء بأنها "افتراء خبيث من جانب الولايات المتحدة"، على حد تعبيره.

وفي وقت سابق من صباح الخميس 15 فبراير، حذر جايك سوليفان، من أن ذخيرة الجيش الأوكراني بدأت تنفد، في ظل عرقلة الجمهوريين حزمة مساعدات ضخمة طلبتها إدارة الرئيس جو بايدن.