ما سر سعادة فنلندا؟

تجيب الباحثة المتخصصة في السعادة بجامعة هلسنكي الفنلندية جنيفر دي باولا لوكالة فرانس برس، عن هذا السؤال بالقول إن "القرب من الطبيعة والتوازن الجيد بين العمل والحياة يشكّلان مفتاح رضى الفنلنديين".

وتشتهر الدولة الاسكندنافية التي تضم آلاف البحيرات والغابات الشاسعة، بنظام رعاية اجتماعي واسع النطاق مثل التعليم المجاني، بجانب ثقة سكانها الكبيرة تجاه السلطة، وندرة الفساد فضلا عن المعدلات المنخفضة من مستويات انعدام المساواة بين الفنلنديين.

وتلاحظ دي باولا أن "نظرة الفنلنديين إلى مفهوم الحياة الناجحة يمكن أن تتحقق ربما بطريقة أسهل، مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة، حيث يُربط النجاح غالباً بمدى القدرة على جَني المكاسب المالية.

لاحظ الباحثون أن الشعور بالسعادة لدى الأجيال الشابة أكبر مما هو لدى الأجيال الأكبر سناً في معظم مناطق العالم، ولكن ليس في كل مكان.

في أميركا، مثلا، تراجعت مستويات السعادة في السنوات الماضية بشكل حاد خصوصا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 سنة.

ويربط التقرير تراجع مستويات السعادة بين الشباب في أميركا إلى المشاعر السلبية والوحدة والصحة العقلية.

وفي الوقت الذي تتراجع فيه معدلات السعادة في أميركا، تشهد كل الفئات العمرية في دول أوروبا الشرقية ارتفاعا في مستويات السعادة، بما في ذلك أوروبا الوسطى ودول الاتحاد السوفييتي السابق وشرق آسيا.

وعلى عكس ذلك، انخفضت السعادة في كل الأعمار في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعتبر جيل طفرة المواليد (مواليد منتصف الأربعينات من القرن العشرين إلى منتصف الستينات)، أكثر الأجيال سعادة مقارنة بجيل إكس (مواليد أوائل الستينات إلى أوائل الثمانينات)، الذين هم بدورهم أكثر سعادة من جيل الشباب الذين ولدوا في القرن الـ21.

يفيد التقرير أن الدول التي تتربع على قائمة الدول الأولى لم تعد من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، كما كان الحال عليه في السنوات الماضية.

ويتراوح عدد السكان في الدول الـ 10 الأولى في القائمة بين 372 ألف في أيسلندا و17 مليون نسمة في هولندا.

ولم تتضمن هذه القائمة أيا من الدول ذات العدد الأكبر من السكان، مثل ألمانيا أو فرنسا أو المملكة المتحدة.