سدّ البالعة يعيد الحياة لأراضي السوري "رمضان"

بعد اندلاع النزاع المدمر الذي تشهده سوريا منذ العام 2011، خرج السدّ من الخدمة جراء انقطاع الكهرباء والتوقف عن صيانة المضخات وتعرض منشآت للقصف مع تقدم المعارك. ولكن منذ بداية العام، استؤنفت عملية ضخ المياه بعد إعادة تأهيل المضخات بإشراف الحكومة.

ويوضح رمضان الذي يضخ المياه من قناة متفرّعة من السد: "سابقاً كنا نسقي الخضار على عجل، من دون أن نشبعها، لكن اليوم صرنا نشبعها وبات الوضع أفضل". ويتابع "بعد عودة المياه، انتعشت منطقة الروج بأكملها، حتى الأعشاب عادت لتنمو والمزروعات. كلنا استفدنا".

ويعدّ سهل الروج الذي تتقاسمه أكثر من 60 قرية وبلدة بمثابة السلة الغذائية لأكثر من 4 ملايين شخص يعيشون في المنطقة، قرابة نصفهم نازحون من محافظات أخرى.

وتعد الزراعة فيه مصدر الدخل الرئيسي لغالبية السكان.

في محيط السد، يطغى اللون الأخضر على سهول مترامية المساحة. ترعى ماشية عند أطرافه ويلهو أطفال بالسباحة في قناة متفرعة منه، بينما ينهمك مزارعون في قطف ما نضج من محاصيلهم.

وبعدما اقتصرت الزراعة خلال السنوات الماضية على أنواع محدودة لا تتطلب مياه وفيرة، يعمل المزارعون حالياً على تنويع مواسمهم.

ويشرح وليد محمّدية، 40 عاماً، بعد قطفه حبات الكوسى الناضجة من أرضه: "اقتصرت زراعتنا على الفاصوليا والبندورة بينما بات بإمكاننا اليوم أن نزرع مواسم عدة... وأصنافا لم نتمكن من زرعها" بينها القطن.

ويصف وليد الموسم بالموسمين، "بمعنى أنه إذا لم يكن النتاج وفيراً في المرة الأولى، يعوّل المزارع على الموسم المقبل". ويضيف بفرح: "عندما عادت المياه، كأن الحياة بدأت" من جديد.

على غرار مزارعين كثر، يأمل محمّدية بتحسّن الانتاج بدءاً من العام المقبل.

تغذي مياه السدّ حالياً مساحة تقدّر بـ4 آلاف هكتار، على أن يصل في مرحلة لاحقة إلى أكثر من 10 آلاف هكتار، كما يوضح المدير العام للموارد المائية في وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ المهندس تمام الحمود.

ويكمل: "بعد توقف مشروع ري سهل الروج لفترة من الزمن بسبب ظروف الحرب، تعمل وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ على إعادة تأهيل المشروع"، الذي جرى رصد 2.5 مليون دولار لتنفيذه على 5 مراحل.

في المرحلة الأولى: تجهيز 5 مضخات فعلية في محطة عين الزرقا باستطاعة 2750 مترا مكعبا للمضخة الواحدة، وصيانة نفق بطول 4.2 كيلومترات قبل المباشرة بضخ المياه إلى سد البالعة.

وتبلغ سعة السد التخزينية 14.5 مليون متر مكعب، وفق الحمود الذي يأمل أن تحوّل مياهه الأراضي في محيطه من "أراض تعتمد على الزراعة المطرية إلى أراض مروية"، من أجل زيادة المواسم الزراعية.

ويعدد من بين المزروعات التي يتعين تعزيزها زراعة القطن أو "الذهب الأبيض" على حد قوله، والذي تتطلب زراعته مياه وفيرة، نظراً "لأهميته الاقتصادية في تأمين المواد الخام للمعامل، إضافة إلى تشغيل يد عاملة" في المنطقة.