الأردنيات ينعشن الاقتصاد بمهرجان جرش

تنتظر عائشة قوقزة المهرجان سنوياً: "يمنحني دخلاً جيداً، وينعش الوضع الاقتصادي لعائلتي وعائلات كثيرة لسكان المنطقة وكذلك خارجها، في المهرجان تبدأ السيدات بالتوافد من جميع المحافظات، فهنالك المأكولات الشعبية والحرف اليدوية، من المنسوجات وغيره، و التنوع في مشاريع السيدات".

بينما تشرخ مريم المومني كيف يبتاع آلاف السائحين العرب والأجانب معروضات تنتجها يدويا: "هذه الفرصة مهمة ليس فقط لتسويق المنتجات بل للحفاظ على تراثنا، فهذه المعارض سمتها العامة التراث والراغبات في المشاركة يجب أن يراعوا هذه السمة المهمة".

وتعتقد المومني أن المعارض تمنح النساء دفعة إيجابية للأمام، من خلال توسيع المشاريع المنزلية وتطويرها، مع وجود آلاف الزائرين لدعمهن بالشراء وتقديم تعليقات إيجابية.

وفقاً للأرقام الرسمية، استقبل مهرجان جرش العام الماضي أكثر من 200 ألف زائر من جميع أنحاء العالم.

المهرجان لا يفتح بوابة الاستمتاع بالغناء والفرق المحلية والعالمية فقط، بل يستقطب الزائرين للإطلاع على الآثار الرومانية الفريدة من نوعها حيث تقع هذه المدينة التاريخية على بعد 47 كيلومترا من العاصمة عمان، وهي موقع أثري يعود بناؤه إلى عصر ما قبل الميلاد.

توضح المومني وقوقزة أن العائلات تساند بعضها البعض في المعارض المقامة، لنجد الأم والأولاد يتناوبون في تحضير المنتجات، ومنذ انتهاء مهرجان العام الماضي، والعائلات تخطط لهذا العام على أمل أن يدر عليهم دخلاً جيداً يساعدهم في قضاء متطلباتهم.

تشرح المومني: "السيدات في جرش لا يوجد أمامهن فرص عمل كثيرة، فالفرص متواجدة في العاصمة عمّان مع العلم أن الجميع يعاني من البطالة، ومن هنا يصبح التفكير في مشروع منزلي ضرورة لا مفر منها، مع العلم أن أغلب الفتيات متعلمات جامعياً".

وتوجد أعداد كبيرة من السيدات اللواتي يرغبن في المشاركة في المعارض. وهذا العام، هناك بازار في الساحة الرئيسية للموقع الأثري ويصل عدد السيدات المشاركات في عرض منتجاتهم ما يقارب 100 سيدة، "ويوجد منافسة قوية للحصول على فرصة عرض المنتجات"، بحسب رئيسة وحدة تمكين المرأة في بلدية جرش الكبرى، إيمان بني مصطفى.

وتكمل بني مصطفى لبلينكس: "البازار يضم مشغولات ومنتجات لسيدات أردنيات، هذه الفرصة جيدة للتسويق وأيضا للتشبيك مع المؤسسات الأخرى، نحاول دعم السيدات وفتح الأبواب لهم، وهناك شروط معينة يجب الالتزام بها".

وتبين بني مصطفى أن الاستفادة من هذا المهرجان عالية جداً وهذا يظهر على ردود فعل السيدات وتواصلهم الدائم معنا للمشاركة.

ومن العوامل المؤثرة على الأوضاع الاقتصادية للعائلات الجرشية، حرب غزة، التي سببت ركود في مستوى السياحة لمدينة جرش. وتعتمد أعداد لا يستهان بها من العائلات على حراك السائحين، والسياحة انخفضت أكثر من 50%، وهذا أدى الى تكديس المنتجات.

تشارك السيدات والفتيات في مهرجان جرش بمختلف الأعمار، وتختلف المعروضات عن بعضها البعض وتتنوع.

وتقول المومني "يوجد العديد من السيدات اللواتي يركزن على المشغولات اليدوية التي تلفت كثيرا السائحين، لأخذها كتذكار عن رحلتهم إلى المكان. في المقابل، المنتجات الغذائية تهم أكثر الزائرين العرب، نظرا لتشابه ثقافة الغذاء، وأي دخل يأتي من هذا المهرجان يعزز لدى السيدات ضرورة المواصلة لمواجهة البطالة".

فيما يرى رئيس قسم الاقتصاد في جامعة اليرموك قاسم الحموري أنّ ما يحدث في مهرجان جرش من معارض مؤازرة لمنتجات ومشروعات السيدات فكرة وفرصة لتمكينها بالدرجة الأولى، خاصة أنّ السيدات بالعادة يواجهن عقبات أهمها التسويق وكذلك التمويل، أغلب المشاريع تكون فكرتها بسيطة والهدف الأساسي منها هو مواجهة البطالة والمساهمة في إعالة الأسرة.

يبيّن الحموري لبلينكس أنّ التقرير الأخير لدائرة الإحصاءات العامة حول معدل البطالة لهذا العام، أظهر أن معدل البطالة بين الإناث 34.7٪ خلال الربع الأول من العام الحالي بارتفاع مقداره 4 نقاط مئوية مقارنة بالربع الأول من العام السابق، وهذه الحقائق يجب أن تدفع الحكومة الأردنية لبحث كل الطرق الممكنة لدعم المرأة، وأن تكون فكرة المعارض دائمة طوال أشهر السياحة بالتزامن مع تقديم التسهيلات الممكنة.