في زمن تتزايد فيه أعباء الحكومات وتتراجع فيه المساعدات الخارجية، يجد الجيل زد نفسه في صدارة معركة لم يخترها، محاصرا بين تضخم مستمرّ، وديون متراكمة، وثقة تتآكل بالأنظمة الاقتصادية.
وتكشف تقارير صندوق النقد الدولي أنّ بعض الحكومات في المنطقة تُواجه اليوم تحديات تمويلية هائلة، في ظلّ أسعار فائدة عالمية مرتفعة وتكلفة اقتراض تقضم إمكانات النمو المستقبلي.
ففي مصر، الأردن، باكستان وتونس، ترتفع أسعار الفائدة الفعلية إلى مستويات تتجاوز تلك المسجلة قبل الجائحة، مما يُجبر الحكومات على إعادة تمويل ديونها بفوائد أعلى، وفق ما جاء في الفصل الثاني من تقرير صندوق النقد.
ويُتوقع أن تصل الاحتياجات الإجمالية للتمويل العام لهذه البلدان إلى 263 مليار دولار في عام 2025، على أن ترتفع إلى 303 مليارات بحلول 2029، أي بزيادة قدرها 38 مليار دولار عن التوقعات السابقة.
النتيجة؟ ضغط مضاعف على السياسات الاجتماعية، وتراجع في الإنفاق العام المنتج، وارتفاع في تكاليف المعيشة، لا سيما في ظلّ استمرار معدلات التضخم.
وفي دول مثل السودان، اليمن، وغزة، تسببت الأزمات المتداخلة في تقويض الاستقرار المالي بشكل خطير، إذ تُقدّر الخسائر في الإيرادات بنحو 7 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي منذ 2022.
أما لبنان، ورغم تسجيل فائض مالي نادر في 2024 بفضل ارتفاع الإيرادات، فقد بقيت الأزمة المالية كامنة في تفاصيل الدين العام والخسائر المتراكمة، وسط هشاشة في الثقة وانعدام اليقين النقدي.
ويشير صندوق النقد إلى أن هذه التحديات تُضعف قدرة صناع القرار على تنفيذ إصلاحات مستدامة أو ضخ استثمارات طويلة الأجل.