المسالك الآمنة في غزة.. "مسالخ"

عدة حفر عمق الواحدة منها 9 أمتار، خلّفتها الصواريخ الإسرائيلية حسب ما قال مسعفون لرويترز، وبحسب الدفاع المدني، اشتعلت النيران في 20 خيمة على الأقل.

على مدار 11 شهر من الحرب وقرابة 10 أشهر من التوغل البري في غزة، دعا الجيش الإسرائيلي مرارا أهالي وسط غزة للتوجه إلى مواصي خان يونس باعتبارها "منطقة آمنة".

اليوم، تحولت هذه المنطقة وشوارعها التي اعتبرها الجيش "مسالك آمنة للنازحين" إلى "مسالخ ومقابر تحت الأرض" لأكثر من 40 شخص قتلتهم إسرائيل ودفنتهم في ذات الضربة، حسب ما يقول الأهالي وأعضاء بالدفاع المدني.

ظهرت مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مسعفين ومدنيين يحفرون في الرمال ويقولون إن الخيام دفنت تحت الرمال والنازحين بداخلها.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لم يعترف بقتل إسرائيل لمدنيين في مواصي خان يونس رغم اعترافه بأنه قصف "منطقة إنسانية"، لكنه قال إن الجيش استهدف عناصر لحماس "كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة متنكر في المنطقة الإنسانية في خان يونس".

الأرقام التي نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قال عنها أفيخاي إنها "لا تتوافق مع المعلومات المتوفرة لدى الجيش". وشككت إسرائيل بأنواع الذخيرة المستخدمة ودقة الإصابة، التي تحدث عنها الدفاع المدني الفلسطيني.

على الجهة المقابلة، نفت حماس وجود مسلحين في المنطقة المستهدفة، ورفضت الاتهامات الإسرائيلية بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية.

وجاء بيان حماس مؤكدا على أن ادعاءات إسرائيل: "كذب مفضوح لتبرير هذه الجرائم البشعة".

الاتهامات الفلسطينية لإسرائيل هذه المرة كانت باستخدام قنابل ارتجاجية تزن الواحدة منها قرابة الـ2000 رطل (900 كيلوغرام). وفي وقت سابق من هذه الحرب، أثبتت تقارير استخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل.

في ديسمبر الماضي كشف خبراء عسكريون لشبكة CNN أن بعض القنابل المستخدمة في غزة يبلغ وزنها 2000 رطل، وتوصل الخبراء لهذه النتيجة بعد دراسة صور الأقمار الصناعية للحفر.

تمتلك إسرائيل ترسانة كبيرة من القنابل التي يصل وزنها إلى 2000 رطل بحسب التقرير، فمنذ 7 أكتوبر حتى نهاية 2023 زودت الولايات المتحدة إسرائيل بأكثر من 5400 قنبلة MK-84 التي تزن 2000 رطل.

في 15 أغسطس الماضي، قصفت إسرائيل قرية كفر كلا اللبنانية، واتُهمت إسرائيل باستخدام قنابل ارتجاجية من نوع MK-84، ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا تعرض فيه هذه الاتهامات للجيش الإسرائيلي.

وذكر التقرير أن قنابل إسرائيل التي سقطت على كفر كلا اخترقت التحصينات الموجودة تحت الأرض، لكن لم يؤكد أو ينفي التقرير أنها قنابل ارتجاجية.

القنابل الارتجاجية، استخدمت لأول مرة من قبل الجيش الأميركي في فيتنام، واستخدمتها الولايات المتحدة أيضا في حرب العراق.

سعي إسرائيل لامتلاك القنابل الارتجاجية بدأ في 13 فبراير 1977، عندما ناقش البيت الأبيض رسالة من إسرائيل طلبت فيها تزويدها بقنابل ارتجاجية.

في 14 فبراير من ذات السنة، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا مطولا شرحت فيه تفاصيل الرسالة ورد واشنطن عليها. الولايات المتحدة ربطت تقديم هذه القنابل بمعرفة الاستخدام النهائي.

وجاء الرد الإسرائيلي في 16 ديسمبر 1977، بأنها لن تستخدم هذه القنابل إلا ضد الأهداف العسكرية المحصنة أو إذا تعرضت إسرائيل لهجوم واسع من أكثر من دولة.