تبدأ الرحلة بعد حرب ٢٠٠٦ بين إسرائيل وحزب الله، إذ كان على تل أبيب أن تتعلم من فشلها في نظام الاتصالات، لتبدأ مرحلة إعادة الحسابات الاستراتيجية في مشاركة المعلومات والبيانات، إذ لم تكن تتشارك الوحدات الاستخباراتية معلوماتها مع الجنود على الأرض، ليجمع الموساد ووحدة ٨٢٠٠ قواعد البيانات في مستودع واحد يُعرف بـ"المجمع" بحسب
واشنطن بوست.
تطورت الوحدة وأصبحت بين ٢٠١٤ و٢٠٢١ قادرة على جمع مجموعة واسعة من الرسائل المباشرة، والرسائل الخاصة، والبريد الإلكتروني، وسجلات المكالمات، وغير ذلك من الخيوط الإلكترونية باستخدام تقنيات اعتُبرت الأفضل في العالم، لكن ثمة مشكلة واحدة: كيفية الوصول لطرق فهم وتحليل هذه البيانات.
في الأثناء كان يوسي سارييل العائد من الولايات المتحدة بعد سنة دراسية في "جامعة الدفاع الوطني"، وهي مؤسسة ممولة من وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن، يستعد لتولي منصبه الجديد الذي عينه فيه أفيف كوخافي رئيس الأركان آنذاك.
لدى سارييل قناعة بوجوب دمج الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الأمن القومي.
وفي
كتابه "فريق الإنسان والآلة: كيفية خلق التآزر بين الإنسان والذكاء الاصطناعي"، يصف سارييل كيف يمكن التنبؤ بأفعال "الأعداء" مسبقًا عن طريق إطلاق الخوارزميات لتحليل مواقع الهواتف، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولقطات الطائرات بدون طيار، والاتصالات الخاصة التي تم اعتراضها.
أعاد سارييل تشكيل الوحدة، بالتركيز على المهندسين، وتقليص المتخصصين في اللغة العربية، والتخلص من "القادة المقاومين للذكاء الاصطناعي".
وبحلول 7 أكتوبر، كان 60% من موظفي الوحدة يعملون في أدوار هندسية وتقنية، أي ضعف عددهم قبل عقد من الزمن، وفقًا لأحد المصادر التي تحدثت لصحيفة واشنطن بوست.
سرّع سارييل جهود استخراج البيانات، وقسمت جهود الاستخبارات إلى ما كان القادة يطلقون عليه "مصانع الذكاء الاصطناعي"، التي كانت تقع في "مركز الأهداف" الذي تم إنشاؤه حديثًا في قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل، وصممت كل وحدة مئات من الخوارزميات والبرمجيات الخاصة، مع مشاركة التنبؤات البرمجية عبر سلسلة القيادة الاستخباراتية.
طورت الوحدة عددا من البرامج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في تحديد بنك الأهداف كالآتي:
- برنامج "لافندر" كان يدرس البيانات لتوليد قوائم من مقاتلي حماس والجهاد المحتملين.
- "الصياد" يتيح للجنود في ساحة المعركة الوصول المباشر إلى المعلومات.
- تطبيق "Z-Tube" حيث يمكن للجنود الإسرائيليين في المعركة مراجعة مقاطع الفيديو الحية للمناطق التي كانوا على وشك دخولها.
- تطبيق "Map It"، الذي قدم تقديرات آنية للضحايا المدنيين المحتملين في منطقة تم إخلاؤها.
- تطبيق The Gospel أو الإنجيل الذي يسمح للجنود للبحث بسرعة في عدد هائل من البيانات في "المجمع".
بحلول العام ٢٠٢١، كانت الفرصة الأولى لتجربة ما طورته الوحدة 8200 خلال الحرب التي استمرت 11 يومًا على غزة، فاستخدم الجيش الإسرائيلي علم البيانات لضرب 450 هدفًا، بما في ذلك قائد وحدة صواريخ من حماس وأحد وحدات صواريخ مضادة للدبابات، ليبدأ التفاخر الإسرائيلي بالحديث عن "أول حرب ذكاء اصطناعي في العالم'".